يُعد الأرز جزءاً أساسياً من النظام الغذائي في الصومال منذ عقود، لكن زراعته واجهت تحديات عديدة، ما استدعى الحاجة إلى البحث والابتكار وتطوير ممارسات زراعية أفضل.
في مدينة جوهر، عاصمة ولاية هيرشبيلي، عانت زراعة الأرز سابقاً من تدنّي الإنتاج وضعف جودة الحبوب. ومع مرور الوقت، اختلطت الأصناف المحلية بشكل طبيعي، ما أدى إلى ظهور مزيج غير متجانس أضعف جودة الحبوب. وعند نقل هذه الأنواع المختلطة إلى مرافق المعالجة، كانت أكثر عرضة للتكسّر، الأمر الذي أفرز منتجاً نهائياً منخفض الجودة.
ولمعالجة هذه المشكلة وضمان توفير أرز متجانس وقوي وعالي الجودة، قدّم تحالف “دن ْوداغ” للحلول الدائمة—المعني بالتنمية الزراعية وزيادة الإنتاجية في الصومال— سبعة أصناف جديدة من الأرز. وبعد سنوات من الاختبارات الدقيقة، تم اختيار صنفين متفوقين للتوسع في زراعتهما.
وبحسب يونس عبدي فارح، مسؤول الإرشاد الزراعي، فقد تم توزيع هذه البذور عالية الأداء على المزارعين في جوهر لتعزيز الإنتاج وتحسين جودة الأرز في المنطقة.
ومنذ إدخال الأصناف الجديدة، شهدت جودة الأرز تحسناً ملحوظاً، إذ أصبح أنقى وأكثر تجانساً وأقل عرضة للتلف أثناء المعالجة. ويؤكد يونس أن واحدة من أبرز ميزات هذه الأصناف هي انتظام طول الحبة وجودتها مقارنة بالأرز المحلي القديم الذي كان يصل إلى المصانع متكسراً وغير متجانس.
ويضيف: “أصبح المزارعون الآن أكثر حماساً لزراعة الأرز، مما ساهم في تطوّر نظام تسويقي أكثر قوة وثباتاً.”
اليوم، يُباع الأرز المحلي في المدن الصومالية ووصل إلى مختلف المناطق، ما أتاح للمستهلكين الحصول على أرز نظيف وعالي الجودة على مدار السنة.
لكن زراعة الأرز تتطلب جهداً كبيراً للحفاظ على إنتاج مرتفع، إذ تحتاج إلى إمداد مستمر بالمياه ورعاية دائمة طوال موسم الزراعة.


