الصومال (بوابة إفريقيا) 7 ديسمبر 2025 - يعد حير عيسى (Xeer Ciise ) نظاماً قانونياً وعرفياً متوارثاً تمارسه عشيرة العيسى الصومالية المنتشرة في الصومال وإثيوبيا وجيبوتي منذ أكثر من خمسة قرون. يقوم هذا النظام على مبادئ المصالحة والوساطة وتنظيم التعويضات وتحديد المسؤوليات الجماعية، إضافة إلى وضع قواعد للسلوك والقيادة المجتمعية.
وفي ديسمبر 2024، اعترفت اليونسكو بهذا النظام/ القانون كتراث ثقافي غير مادي، لما يمثله من قيمة في صناعة السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي داخل المجتمعات المحلية.
ترتبط مدينتا زيلع وبوروما في إقليم أودال مباشرةً بالأزمة التي اندلعت مؤخراً، إذ كان من المقرر إقامة احتفال الذكرى السنوية لـ Xeer Ciise في زيلع، المدينة التاريخية الواقعة على الجانب الصومالي من خليج عدن بالقوب من الحدود مع حيبوتي- هذه المدينة التي تقطنها عشيرتا العيسى والجدبورسي.
وأثار إعلان وزير إعلام صوماليلاند أحمد ياسين شيخ علي عن إقامة الاحتفال في زيلع - أثار غضباً واسعاً في بوروما، حيث رأى كثير من أبناء عشيرة الجادبورسي أن الحدث ليس مجرد مناسبة ثقافية، بل يحمل دلالات سياسية تتعلق بترسيم ملكية الأرض والهوية التاريخية للمنطقة. وخرج المئات في بوروما في احتجاجات رافعين علم أودال ومطالبين بإلغاء الاحتفال فوراً، ثم اندلعت اشتباكات ليلية بين المتظاهرين وقوات الأمن، أكدت مصادر طبية مستقلة أنها أسفرت عن قتلى وجرحى رغم عدم صدور حصيلة رسمية.
المواقف السياسية تجاه ما حدث جاءت متباينة بين مقديشو وهرجيسا؛ فالحكومة الفيدرالية وصفت الاشتباكات بأنها “مؤسفة وكان يمكن تجنبها”، ودعت سلطات صوماليلاند إلى الاستماع لشكاوى سكان بوروما. في المقابل، اتهمت حكومة صوماليلاند مقديشو بالتدخل المتعمد بهدف زعزعة استقرار المناطق الهادئة، معتبرة أن موقف الحكومة الفيدرالية يزيد من تعقيد المشهد.


