1 ديسمبر 2025 — لم يكن زفاف محمد نور الدين، نجل مدير جهاز المخابرات الوطنية في كينيا نور الدين حاجي، مناسبة عائلية عابرة؛ بل تحوّل إلى مسرح سياسي مفتوح، كُشف فيه عن موازين القوة الإقليمية وتشابكات النفوذ بين كينيا والصومال وإثيوبيا.
ففي بلدة مسلاني الهادئة بمحافظة غاريسا، أقامت عائلة حاجي حفل زفاف استثنائياً حضره الرئيس الكيني وليام روتو بصفته ضيف الشرف، إلى جانب نخبة من أبرز الشخصيات السياسية والأمنية في شرق إفريقيا. فقد شارك رئيس ولاية جوبالاند الصومالية أحمد مخمد إسلان، ورئيس الإقليم الصومالي في إثيوبيا مصطفى عمر، إضافة إلى ممثل الحكومة الفيدرالية الصومالية وسفير الصومال لدى كينيا، ومدير الاستخبارات الإثيوبية ورئيس الاستخبارات العسكرية هناك.
ولم يغب حكّام مقاطعات وجير، ولامو، وغاريسا، ومرسابيت ومومباسا ،وإيسيولو، عن المشهد، كما حضر مسؤولون كبار من هيئة مكافحة الفساد والهيئة المستقلة للانتخابات.
وقد امتلأت المنطقة بمئات السيارات الفارهة والطائرات الخاصة والمروحية الرئاسية التي حطّت في المهبط الجديد بمدينة مسلاني، وسط إجراءات أمنية مشددة. وانتشرت وحدات العمليات الخاصة وأفراد الخدمة الوطنية للشباب، اللذين أغلقوا الشوارع وأحكموا الطوق حول مقر إقامة مدير جهاز المخابرات.
لم يكن كل ذلك صدفة. فحجم الحضور الأمني والسياسي والاقتصادي من ثلاث دول، في منطقة كانت تُعرف سابقاً بالاضطرابات، يعكس بوضوح الامتداد الواسع لنفوذ عائلة حاجي. وقد قال النائب فارح معلم صراحة خلال الحفل إنه لا يتذكر حدثاً اجتماعياً حظي بمثل هذا الاحترام العابر للحدود.
ولم يقتصر الزفاف على الاستعراض الاجتماعي؛ بل تحوّل إلى منصة سياسية. فقد أثنى المتحدثون — وفي مقدمتهم وزير الصحة آدن دعالي — على إنجازات الرئيس روتو في المنطقة، مثل إلغاء إجراءات التدقيق غي الحصول هلى الهوية الوطنية، وتوسيع شبكة الكهرباء، ورصف الطرق، وبناء الكليات التقنية. وجاءت هذه الكلمات بمثابة دعم مبكر لترشّحه في انتخابات 2027، مقروناً بتعهد واضح بتقديم أصوات سكان الشمال الشرقي والمسلمين لصالحه.

