كينيا (بوابة إفريقيا) – 11 نوفمبر 2025 في عمق إقليم واجير الغربي في كينيا، يشقّ مشروع غريفتو لتجميع المياه وتسمين الماشية طريقه ليصبح أحد أبرز المبادرات التنموية في المناطق القاحلة بشمال كينيا، إذ يُعوَّل عليه في تحويل نمط حياة الرعاة من الاعتماد على الأمطار الموسمية إلى منظومة إنتاج مستدامة تقيهم من آثار الجفاف المتكررة.
يمتد المشروع على مساحة خمسة آلاف فدان، وتبلغ تكلفته 296 مليون شلن كيني ( حوالي 2.3 مليون دولار) ويُنفذ بدعم مشترك بين الحكومة الوطنية وحكومة المقاطعة، ليكون أول مركز من نوعه في المنطقة يجمع بين إدارة الثروة الحيوانية وحصاد المياه والإنتاج الزراعي في منظومة واحدة.
وخلال جولة تفقدية، قال حاكم مقاطعة واجير أحمد عبد الله، الذي رافقه وكيل وزارة الري إيفانتوس كيموثو ووكيل وزارة المناطق القاحلة وشبه القاحلة والتنمية الإقليمية كيلو هرسمه، إن المشروع يمثل «ملاذًا آمنًا لإنقاذ الماشية خلال فترات الجفاف، ونافذة جديدة للزراعة المحلية».
وأوضح الحاكم أن المعضلة التي تواجه البلاد منذ سنوات هي «أن المناطق التي تتوافر فيها المياه تفتقر إلى الأراضي، بينما تمتلك المناطق الواسعة أراضي شاسعة بلا مياه كافية»، مشددًا على ضرورة استثمار مياه الأمطار السطحية لبناء سدود ترابية في المناطق الجافة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.
ويضم المشروع خزانًا مائيًا بسعة 750 ألف متر مكعب، قادرًا على تلبية احتياجات 15 ألف رأس من الماشية، كما يوفر منشآت لتخزين الأعلاف وتطوير سلاسل إنتاج اللحوم والألبان والمحاصيل الزراعية، مما يجعله ركيزة اقتصادية جديدة للرعاة في الإقليم.
من جهته، أشار المسؤول الكيني كيلو هرسمه إلى أن موجة الجفاف بين عامي 2020 و2022 أدت إلى نفوق أكثر من 2.5 مليون رأس من الماشية، معتبرًا أن مشروع غريفتو يشكّل «تحولًا استراتيجيًا نحو التكيّف المناخي وبناء مجتمعات أكثر صمودًا».

