كينيا (بوابة إفريقيا) 3 ديسمبر 2025 – تعيش مقاطعة مانديرا الكينية أزمة جفاف متفاقمة أثرت بشدة على الأسر والماشية والخدمات الأساسية في جميع مناطقها، بعد فشل ثلاثة مواسم مطرية متتالية. فقد غابت أمطار أكتوبر–ديسمبر 2024، وكذلك موسما مارس–مايو ، وأكتوبر–ديسمبر 2025، مما ترك المجتمعات دون مصادر كافية للمياه أو المراعي.
ويعتمد حالياً نحو 120 ألف من السكان على صهاريج نقل المياه، وهو رقم مرشح للارتفاع إلى أكثر من 250 ألفاً بحلول يناير 2026. وتشير التقييمات الأخيرة التي أجرتها إدارة خدمات المياه بالتعاون مع هيئة إدارة الجفاف ووحدة إدارة مخاطر الكوارث إلى أن أكثر من 95 بالمئة من مصادر المياه السطحية قد جفّت تماماً، ما اضطر السكان للاعتماد على حلول طارئة.
ويتنقل السكان لمسافات بعيدة تصل إلى مقاطعة نهر تانا مع ماشيتهم بحثاً عن الماء والمرعى، في وقت ارتفعت فيه درجات الحرارة إلى مستويات غير محتملة أثرت على الإنسان والماشية على حد سواء.
وأطلق حاكم مقاطعة مانطيرا، محمد آدم خليفه، تحذيراً شديد اللهجة مؤكداً أن الجفاف الذي يضرب المقاطعة بلغ مستوى أزمة. وقال إن المجتمعات أصبحت تعتمد بصورة كبيرة على الآبار الارتوازية المجهدة، بينما جفت معظم أحواض تجميع المياه، مما ترك آلاف الأسر في حاجة ماسة للدعم. وأوضح أن من بين 232 بئراً في المقاطعة، لا يزال 225 بئراً تعمل، إلا أن معظمها بحاجة إلى صيانة عاجلة بسبب الأعطال الناتجة عن الطلب المرتفع.
وتضم المقاطعة 186 موقعاً لنقل المياه بالصهاريج، مع توقع ارتفاع العدد إلى أكثر من 300 موقع خلال الأسابيع المقبلة لمواجهة الوضع القائم. ويعمل أسطول الصهاريج المتاح حالياً بطاقته القصوى، حيث يشمل ست شاحنات مستأجرة وأربع شاحنات مملوكة للحكومة، وسط حاجة عاجلة إلى أربعين صهريجاً إضافياً للاستخدام المنزلي وسبعة وثلاثين للماشية.
وتعد مناطق مانطيرا الشمالية، مانطيرا الغربية، بانيسا، لافي، كوتولو، أشيبيتو، داندو، كيليويهيري، ومانديرا الشرقية من أكثر المناطق تضرراً، إذ كانت تعتمد سابقاً على أحواض تجميع المياه التي جفت بالكامل.

