جنيف،(بوابة إفريقيا) 13 ديسمبر 2025 — اختتمت هذا الأسبوع أعمال الدورة الثانية للجنة التفاوض الحكومية الدولية (INC) المعنية بالتلوث البلاستيكي، برسالة حذرة لكنها حاسمة من المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، أكدت فيها أن الزخم نحو اتفاق عالمي بشأن البلاستيك لا يزال قائماً، رغم عدم تحقيق جميع الأهداف المرجوة.
وقالت أندرسن في ختام الاجتماع: «لم نصل إلى ما كنا نطمح إليه، لكن هناك رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق. هذا العمل لن يتوقف، لأن التلوث البلاستيكي لن يتوقف». وتعكس هذه التصريحات حجم الإلحاح الذي تفرضه أزمة التلوث البلاستيكي عالمياً، إلى جانب التعقيدات التي تحيط بصياغة معاهدة دولية ملزمة قانونياً.
وتعمل لجنة التفاوض، التي أنشئت تحت مظلة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، على إعداد اتفاق دولي شامل لمعالجة التلوث البلاستيكي عبر كامل دورة حياته، من الإنتاج إلى الاستخدام ثم التخلص النهائي. وشارك في مفاوضات جنيف مندوبون من أكثر من 175 دولة، ناقشوا بنوداً أساسية تشمل أهدافاً ملزمة لخفض الإنتاج، والحد من البلاستيك أحادي الاستخدام، وتعزيز التحول نحو الاقتصاد الدائري.
ورغم الاعتراف الواسع بالمخاطر البيئية والصحية التي يشكلها التلوث البلاستيكي، جاءت وتيرة التقدم أبطأ مما كان يأمله كثيرون. إذ حالت تباينات المصالح الوطنية دون تحقيق توافق سريع، في ظل الأهمية الاقتصادية لصناعة البلاستيك في بعض الدول، واختلاف مستويات البنية التحتية لإعادة التدوير بين الدول.
وشددت الدول النامية خلال النقاشات على حاجتها إلى دعم مالي وتقني يتيح لها تنفيذ أهداف خفض طموحة، فيما دعت بعض الدول الكبرى المنتجة للبلاستيك إلى اعتماد مقاربات أكثر مرونة. ويرى مراقبون أن هذه الخلافات مألوفة في المفاوضات البيئية متعددة الأطراف، خاصة عندما تتقاطع مع قضايا التجارة والسياسة الصناعية والتنمية المستدامة.
وتشير تصريحات أندرسن إلى أن غياب اتفاق نهائي في هذه المرحلة لا يلغي وجود قاعدة مشتركة لمواصلة الحوار، قوامها الشعور المتزايد بالإلحاح. وقالت: «التلوث البلاستيكي لن يتوقف»، في تأكيد على ضرورة الالتزام السياسي المستمر.

