الصومال (بوابة إفريقيا) 23 نوفمبر 2025 — كشفت دراسة جديدة أصدرتها منظمة (Independence House)، وهي منظمة غير ربحية مقرّها الصومال، عن واحدة من أعمق المشاكل المتعلقة بالعقبات التي تحدّ من حركة الأشخاص ذوي الإعاقة في العاصمة مقديشو، لتُظهر واقعًا حضريًا غير مهيّأ لاستيعاب فئة تُعد من الأكثر هشاشة في المجتمع.
الدراسة، المكوّنة من 16 صفحة ويحمل عنوانها «التنقّل الحضري الشامل في السياقات الهشّة: تقييم التنقّل وإمكانية الوصول لذوي الإعاقة في مقديشو»، تعرض صورة مقلقة عن الإهمال البنيوي وسوء البنية التحتية والتمييز الاجتماعي. وتضع الدراسة هذا الواقع في سياق النمو العمراني السريع الذي تشهده مقديشو، مع توسع المباني الشاهقة والفنادق والأعمال التجارية، مقابل ترك أكثر من 11% من الصوماليين من ذوي الإعاقة خارج هذا التحول. وعلى الرغم من التزامات الحكومة في إطار الاستراتيجية الوطنية للإعاقة (2025–2029) وضمانات الدستور، تؤكد الدراسة استمرار حرمان ذوي الإعاقة من أبسط حقوق التنقّل والحصول على الخدمات العامة.
وتكشف الدراسة من خلال بياناتها حجم الأزمة بدقة؛ إذ أشار 86% من المشاركين إلى وجود عوائق تحد من حركتهم، فيما قال 79% إن مواقف النقل العام غير مهيّأة، وأفاد 95% بأن الحافلات والمركبات المشتركة لا توفر أي مساحة للكراسي المتحركة أو الأجهزة المساعدة. كما أوضح 97% من المستجيبين غياب المنحدرات في الأرصفة، وذكر 93% انعدام الإشارات الصوتية أو اللمسية للمكفوفين. وتضيف شهادات ميدانية جُمعت ضمن مجموعات نقاشية بعدًا إنسانيًا لهذه الأرقام؛ فقد وصف مشاركون مقديشو بأنها “مدينة خطرة” على ذوي الإعاقة بسبب الأرصفة العالية ورداءة الطرق وازدحام الأسواق، بينما روى آخرون تعرضهم للإجبار على النزول من مركبات النقل العام بسبب رفض السائقين نقلهم.
كما تمتد مظاهر الإقصاء إلى المؤسسات التعليمية التي تفتقر إلى المنحدرات ومواد برايل، ما يدفع الطلاب المكفوفين إلى تقديم امتحاناتهم شفهيًا. وذكر بعض الباحثين عن عمل أنهم اضطروا إلى حملهم جسديًا إلى داخل المباني لإجراء مقابلات وظيفية، وهو ما اعتبروه إهانة وتسبب في حرمانهم من فرص العمل. وتشير الدراسة كذلك إلى أن العديد من المساجد تفتقر إلى تجهيزات مناسبة، رغم التعاليم الإسلامية التي تؤكد على التساوي والشمول، وقال أحد المشاركين إن “الأئمة يتحدثون عن المساواة، لكن درجات المسجد تذكرنا بأننا مستبعدون”.


