جيبوتي تواكب نمو الشحن العالمي بتحديث أسطول القاطرات

جيبوتي (بوابة إفريقيا) 15 ديسمبر 2025 — عززت هيئة موانئ ومناطق جيبوتي الحرة أسطولها البحري بإدخال قاطرتين حديثتين عاليتي القدرة، في خطوة تهدف إلى مواكبة النمو المتسارع في قطاع الشحن البحري العالمي وتعزيز مكانة البلاد كمركز ملاحي رئيسي في منطقة القرن الإفريقي.

وجرى تدشين القاطرتين، يوم الأحد، في الميناء القديم، بحضور رئيس هيئة موانئ ومناطق جيبوتي الحرة، أبو بكر عمر هادي. وأُطلق على القاطرتين اسما فارح حسن راقيه وسعد ورسمة ديرية، تكريمًا لمسؤولين سابقين خدموا في إدارة موانئ جيبوتي.

وتبلغ قوة كل قاطرة 6,800 حصان، وقد صُممت خصيصًا للمساعدة في عمليات الدخول والخروج الآمن للسفن العملاقة. ووفقًا للسلطات الجيبوتية، تستطيع القاطرتان مناورة سفن يتراوح طولها بين 370 و390 مترًا، والعمل في مياه يصل عمق الغاطس فيها إلى 18 مترًا.

ويمثل هذا التحديث قفزة نوعية مقارنة بالجيل السابق من القاطرات، التي لم تتجاوز قدرتها 1,800 حصان وكانت محدودة بتوجيه سفن يصل طولها إلى 170 مترًا فقط، ما يعكس التغيرات العميقة التي يشهدها قطاع النقل البحري عالميًا.

ويتزامن هذا التطوير مع التوسع الكبير في أحجام سفن الحاويات، حيث أصبحت موانئ جيبوتي قادرة على استقبال سفن تصل طاقتها إلى نحو 23 ألف حاوية نمطية (TEU)، مقارنة بنحو 6,500 حاوية قبل نحو عقدين.

وأشارت السلطات إلى أن اقتناء القاطرتين يأتي ضمن سياسة استثمارية طويلة الأمد تمتد لأكثر من 20 عامًا، خُصص خلالها أكثر من 108 ملايين دولار لتحديث القاطرات البحرية وقوارب الإرشاد والدوريات، بما يضمن سلامة حركة السفن الداخلة والخارجة من الموانئ الجيبوتية.

وبلغت كلفة الاستثمار في كل قاطرة نحو 9.74 ملايين دولار، ووصفتها هيئة موانئ ومناطق جيبوتي الحرة بأنها خطوة ضرورية لمواكبة التطور السريع في النقل البحري العالمي.

وبإدخال هذه القاطرات عالية القدرة إلى الخدمة، تؤكد جيبوتي مجددًا التزامها بتحديث بنيتها التحتية المينائية، وتعزيز معايير السلامة البحرية، وتقوية ارتباطها بشبكات التجارة الدولية، بما يرسّخ دورها كمحور بحري استراتيجي في القرن الإفريقي.