لطالما كانت تكاليف الكهرباء المرتفعة عائقًا أمام التعلم والابتكار بالنسبة للطلاب الصوماليين. ففي الفصول الدراسية التي تفتقر إلى طاقة مستقرة لتشغيل المراوح أو أجهزة التبريد، يجد الطلاب صعوبة في متابعة الدروس، وإنجاز المهام، وتطوير أفكارهم الإبداعية.
يقول الناشط في مجال التعليم علي عبدي أحمد: “من أبرز التحديات أن الطالب حين يبتكر فكرة ما، يحتاج إلى الكهرباء لتطبيقها، وهي باهظة الثمن. إذا انتقلنا إلى الطاقة الخضراء، ستُفتح أمام الطلاب فرص جديدة تمكنهم من تحويل أفكارهم إلى واقع.”
وقد كان هذا التحدي محور النقاش في منتدى الإنجازات الصومالية لعام 2025 في مقديشو، الذي ركز على التحول نحو الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود المستورد.
عرض وزير الطاقة والموارد المائية عبد الله بيطان ورسمي خطة طموحة تهدف إلى خفض الاعتماد على الوقود المستورد بنسبة 50٪ وتوليد نصف الكهرباء في البلاد من مصادر متجددة خلال ثلاث سنوات فقط.
ويقول المحلل الاقتصادي عبد النور علي: “لو توفرت الكهرباء بأسعار معقولة، لتَيسّر للطلاب التعلم بفعالية أكبر. فخبراء المناخ يؤكدون أن الحرارة المرتفعة في الفصول تؤثر سلباً على التحصيل الدراسي، ومع غياب أجهزة التبريد أو المراوح في المدارس والجامعات، يعاني الطلاب كثيراً.”
أثر يتجاوز الفصول الدراسية
وتنعكس فوائد الطاقة المتجددة أيضًا على الأسر في المناطق الريفية. إذ يوضح محمد علي، رئيس العمليات التقنية في شركة بيكو للطاقة في الصومال، أن الأنظمة الشمسية الصغيرة تتيح للأطفال الدراسة ليلاً وتشغيل الأجهزة الضرورية دون الحاجة إلى الوقود المكلف.
وترى الجامعات والمربون آفاقًا أوسع لهذه التحولات. يقول المحاضر والباحث الجامعي شافعي شريف: “الموضوعات التي ندرّسها في الكتب يوميًا أصبحت تُناقَش اليوم على المستوى الوطني. وهذا مفيد من جانبين: قطاع التعليم سيكون قادراً على إعداد الطلاب، خصوصاً في مجالات الهندسة، لولوج سوق العمل والمساهمة في تنمية الاقتصاد.”
إن منتدى الإنجازات الصومالية، الذي يُعقد للعام الرابع على التوالي، يسلط الضوء على الحلول التي تمكّن المواطنين من خلال الطاقة المستدامة. ومع التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، يمكن للصومال أن يخفض التكاليف، ويقلل الانبعاثات، ويحفز الابتكار والتعلم للأجيال القادمة.