وزير الخارجية الصومالي: التقدم الأمني نتاج تطور اقتصادي وسياسي متسارع

المغرب (بوابة إفريقيا) – 29نوفمبر 2025-قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، عبد السلام عبدي علي، إن بلاده تسير في المسار الصحيح نحو التعافي بعد ثلاثة عقود من الحرب الأهلية والإرهاب، مؤكداً أن التقدم الأمني المحقق مرتبط مباشرة بالنضج الديمقراطي والإصلاح المؤسسي وإعادة الاندماج الاقتصادي.

وفي مداخلته خلال الجلسة العامة لمنتدى MEDays 2025 في المغرب يوم الخميس، أكد الوزير أن نجاح الحكومة في مكافحة الإرهاب واستعادة مساحات واسعة من الأراضي أتاح منصة جديدة “لتطوير الصومال وإعادة دمجه اقتصادياً من جديد”.

وكشف علي أن الحكومة بدأت بالفعل أول عملية استكشاف نفطي أولية في البلاد، متوقعاً صدور “إعلان كبير قريباً جداً” يتعلق بالثروات المعدنية.

وتناول الوزير الإصلاحات المؤسسية الجارية، موضحاً أن البرلمان الصومالي استكمل مراجعة الفصول الأربعة الأولى من الدستور الذي اعتمد في عام 2012، مؤكداً أن الصومال يشهد حالة استقرار سياسي نتيجة بقاء الحكومة الحالية في السلطة لما يقارب أربع سنوات، على عكس الفترات السابقة التي شهدت “تغييرات متكررة في منصب رئيس الوزراء”. وأضاف أن الأمن والاستقرار يشكلان الأساس الذي تُبنى عليه جميع مسارات التنمية.

وأعلن الوزير أن الصومال يستعد لمرحلة ديمقراطية تاريخية، حيث ستجري البلاد للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن انتخابات بنظام صوت واحد لكل مواطن، مشيراً إلى أن جميع مقاعد الانتخابات المحلية “ستُملأ” بحلول نهاية ديسمبر.

كما أوضح علي أن مقاربة الصومال تجاه الشراكات الدولية قد تغيرت، إذ باتت البلاد تسعى إلى “شراكات استراتيجية متبادلة المنفعة” لدعم إعادة الإعمار، بعيداً عن الصورة السابقة التي كانت تركز على ملفات مثل “القرصنة والمجاعة والفساد والمساعدات الإنسانية”. وأكد أن الاستقرار السياسي الحالي ساهم في جذب مزيد من المستثمرين، مما انعكس إيجاباً على قطاعات التعليم والعقارات وقطاعات حيوية أخرى، وأسهم في خلق فرص العمل وتعزيز الأمن.

واستدرك الوزير بأن الصومال ما زال يواجه “الكثير من التحديات”، لكنه شدد على أن البلاد تسير بثبات نحو تعافٍ اقتصادي وسياسي واجتماعي شامل