كينيا: مخاوف من صراعات على الموارد مع نزوح أسر مانديرا بسبب الجفاف

كينيا( بوابة إفريقيا) 19 ديسمبر 2025 — تتعرض سبل عيش الرعاة الرحّل في مقاطعة مانديرا الكينية لضغوط متزايدة مع استمرار موجة الجفاف وتفاقمها، ما دفع أعدادًا كبيرة من الأسر إلى مغادرة مناطقها بحثًا عن المياه والمراعي اللازمة لإنقاذ مواشيها.

وبحسب مصادر محلية، نزح رعاة من مناطق مختلفة داخل المقاطعة إلى مقاطعات مجاورة بعد نضوب مصادر المياه وجفاف المراعي. ففي مانديرا الغربية وبانيسا، اتجهت مجموعات من الرعاة إلى منطقة بوتي في شمال وجير، التي يُعتقد أنها شهدت هطول أمطار محدودة. كما عبر رعاة من مانديرا الجنوبية ولافي إلى أجزاء من مقاطعة تانا ريفر بحثًا عن الكلأ والمياه.

في المقابل، أعربت قيادات محلية عن قلقها من احتمال بقاء بعض الأسر النازحة في مناطق الاستضافة حتى بعد تحسن الأوضاع المناخية، الأمر الذي قد يفضي إلى توترات وصراعات محتملة على الموارد الشحيحة.

وقال مفوض مقاطعة مانديرا، جيمس تشاتشا، إن الجفاف المطوّل استنزف المياه والمراعي وأجبر العديد من الأسر على النزوح إلى مقاطعات مجاورة من أجل البقاء. وحذّر من أن غياب تدخلات عاجلة قد يؤدي إلى نزاعات قائمة على التنافس على الموارد.

ودعا تشاتشا الرعاة الذين غادروا مناطقهم إلى العودة فور تحسن الظروف وعودة الأمطار، مؤكدًا أن أولوية السلطات هي الحفاظ على الاستقرار والتركيز على جهود التنمية، وتجنب نشوء أزمات جديدة بسبب النزاع على الموارد.

ويعتمد نحو 60 في المائة من سكان مقاطعة مانديرا على الرعي كمصدر أساسي للعيش، ما يجعل الجفاف الحالي تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي وسبل العيش والاستقرار العام في المنطقة.

وفي ظل هذه الأوضاع، طالب قادة محليون حكومتي المقاطعة والحكومة الوطنية بتكثيف إجراءات الاستجابة للجفاف، بما يشمل نقل المياه بالصهاريج، وتنظيم مناطق الرعي، ودعم الثروة الحيوانية، وتقديم مساعدات غذائية عاجلة، للحد من النزوح وتخفيف الضغط عن المجتمعات المضيفة.

ومع استمرار الظروف المناخية القاسية، تتزايد المخاوف من أن يؤدي أي تأخير في الاستجابة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وارتفاع حدة التوترات حول الموارد التي تزداد ندرتها.