تركيا ( بوابة إفريقيا) 26 ديسمبر 2025 حذّر رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو من أن اعتراف إسرائيل بإقليم صوماليلاند لا يُعد خطوة دبلوماسية معزولة، بل يأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تفتيت المنطقة وإضعاف الدول ذات الثقل في العالم الإسلامي عبر سياسة التطويق وإشعال بؤر الانقسام.
وقال داود أوغلو، في موقف تحذيري مفصّل، نشره في حسابه على منصة "إكس" إن هذه الخطوة تمثل «جرس إنذار» للعالم الإسلامي، محذرًا من أنها قد تؤدي إلى تقسيم الصومال، وهو بلد مسلم بالكامل، وتفتح الباب أمام صراع داخلي شبيه بما جرى في السودان، مع مخاطر حقيقية لوقوع فظائع واسعة النطاق. كما أشار إلى أن الاعتراف يمنح إسرائيل منفذًا استراتيجيًا إلى ميناء بربرة عند مدخل البحر الأحمر وخليج عدن، بما يحمله ذلك من تداعيات جيوسياسية خطيرة.
وأوضح داود أوغلو أن هذا التطور يفرض ضغطًا استراتيجيًا مباشرًا على كل من مصر و**السعودية** بوصفهما القوتين الرئيسيتين المطلتين على البحر الأحمر، كما يستهدف تركيا التي تمتلك قاعدة عسكرية بالغة الأهمية في الصومال تُعد ركيزة أساسية لسياساتها في إفريقيا. واعتبر أن توقيت هذه الخطوة، في ظل استمرار الحرب على غزة، يمثل إهانة واضحة للعالم الإسلامي.
وانتقد داود أوغلو ما وصفه بالإخفاق في استشراف هذا التطور والتصدي له، مذكرًا بمحاولة سابقة جرت في عامي 2012–2013 حين سعت بعض الدول الغربية إلى الدفع نحو الاعتراف باستقلال صوماليلاند. وأشار إلى أن تركيا تحركت حينها بشكل حاسم، إذ جمعت بين الرئيس الصومالي الفيدرالي حسن شيخ محمود ورئيس صوماليلاند آنذاك أحمد محمد سيلانيو في أنقرة خلال الفترة من 11 إلى 13 أبريل 2013، ما أسفر عن آلية ثلاثية وإعلان مشترك حال دون تنفيذ مخطط التقسيم.
وشدد داود أوغلو على أن «الوقت قد حان للتحرك مجددًا»، داعيًا القيادة التركية والحكومة إلى اتخاذ خطوات عاجلة، في مقدمتها فتح قنوات اتصال مباشرة مع رئيسي الصومال وصوماليلاند ودعوتهما إلى محادثات وجهاً لوجه في تركيا. كما طالب بتعيين مبعوث خاص إلى المنطقة، معتبرًا أن السفير التركي الأسبق لدى الصومال كاني تورون هو الأجدر بهذه المهمة بحكم معرفته العميقة بتعقيدات المشهد الإقليمي.





