الصومال ( بوابة إفريقيا)23 نوفمبر 2025 — داخل نادٍ رياضي متواضع يقع في قلب مقديشو، يجذب "علي عبد الله" الأنظار — ليس لما فقده، بل لما بناه.
بعكاز واحد وساق صناعية، يقود علي تدريبات شاقة ويشرف على متدربين يتمتعون بقدرات جسدية تفوق قدرته بكثير. يصحح الحركات، يرفع الهمم، ويمنح الدافع بصوت هادئ يحمل ثقل التجربة. بالنسبة لكثيرين، لم يعد مجرد مدرب لياقة؛ إنه دليل حيّ على أن الإعاقة لا تحدد إمكانات الإنسان.
بدأت رحلة علي عام 2009 حين كان لا يزال طالبًا. فقد أصيب في تفجير مروّع بمقديشو أدى إلى بتر ساقه — وحرمه من الحياة التي عرفها. وجد نفسه أمام واقع جديد مليء بالألم والاعتماد على الآخرين، إضافة إلى عبء ساق صناعية يتجاوز ثمنها 20 ألف دولار وتتطلب ما بين 10 و11 ألف دولار سنويًا للصيانة.
يقول علي متذكرًا: “تخيّل أن تمشي بساق يمكن أن تنفك براغيها في أي لحظة. تخيّل أن تدفع آلاف الدولارات كل عام فقط للصيانة. أنا مضطر أن أعمل، لأجل نفسي…ولأجل ساقي.”
ورغم كل ذلك، رفض الاستسلام. وفي عام 2019، اتخذ قرارًا غيّر حياته: انضمّ إلى صالة رياضية.
ما بدأ كخطوة لتعافي الجسد تحوّل إلى مشروع لإعادة بناء النفس — ثم إلى دعوة لمساعدة الآخرين. أعاد علي تشكيل قوته وثقته، واكتشف رسالته الحقيقية.
اليوم، يعرفه الجميع بلقب: المدرب علي.
يقول أحد متدربيه، زكريا محمد علي: “فقد علي ساقه… لكنه اليوم يدرب أشخاصًا لديهم ساقان. بالنسبة لي، الإعاقة ليست في الجسد… بل في القلب.”
ومن خلال الانضباط والمثابرة، غيّر علي حياة مئات الشباب الذين كانوا يظنون أنهم غير قادرين على الوصول إلى اللياقة. جاءه البعض وهم يعانون من زيادة الوزن أو ضعف الثقة بالنفس — وخرجوا بأجساد أقوى وإحساس جديد بقيمتهم.


