نيروبي ( بوابة إفريقيا) – شهدت أسواق العملات الرقمية العالمية مساء الاثنين انهيارًا حادًا، إذ فقدت أكثر من 60 مليار دولار من قيمتها خلال أقل من ساعة، في واحدة من أسرع موجات التراجع التي يشهدها هذا القطاع منذ تأسيسه.
فقد هوت البيتكوين إلى ما دون 107 آلاف دولار، بينما تراجعت الإيثيريوم إلى نحو 3,640 دولارًا، في سلسلة من الانخفاضات المتسارعة التي نجمت عن تصفية مراكز مالية ضخمة ذات رافعة عالية، إضافة إلى تغيّرات في السياسة النقدية الأمريكية وتراجع مفاجئ في شهية المخاطر لدى المستثمرين.
وقال كبير المحللين في شركة “أواندا” المالية، إدوارد مويا، إن الأسواق كانت تتوقع خفضًا لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مضيفًا: “اللهجة المتشددة لرئيس الفيدرالي جاءت كصفعةٍ مفاجئة، وأدت إلى سحب الثقة من السوق بشكلٍ فوري.”
خلفيات الانهيار
أوضحت تقارير اقتصادية أن سبب الانهيار يعود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عدم وجود نية قريبة لخفض أسعار الفائدة، وهو ما أدى إلى موجة ذعر في الأصول عالية المخاطر، وعلى رأسها العملات المشفرة.
وخلال 24 ساعة فقط، تمت تصفية مراكز مالية تزيد قيمتها على مليار دولار، ما تسبب في دوامة من عمليات البيع القسري على منصات التداول، لتتراجع القيمة السوقية للعملات الرقمية إلى حوالي 3.5 تريليون دولار خلال دقائق معدودة.
وأشار محللون إلى أن هذا الانهيار السريع كشف هشاشة البنية التحتية لسوق العملات المشفرة، إذ يمكن لأي تغيير بسيط في توقعات أسعار الفائدة أو السياسة النقدية أن يؤدي إلى تقلبات حادة، بسبب ضعف السيولة واعتماد المستثمرين على الرافعة المالية العالية.
انعكاساته على أفريقيا
تُعد دول مثل كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا من أكثر الدول الأفريقية استخدامًا للعملات المشفرة، في ظل بطء التشريعات المنظمة لهذا القطاع. لذلك كانت التداعيات الاقتصادية والاجتماعية أكثر حدة من غيرها.
ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة Chainalysis، تحتل كينيا موقعًا متقدمًا ضمن أكثر 20 دولة في العالم تبنّيًا للعملات الرقمية، ما يجعل الشركات الناشئة وخدمات التحويلات والمحافظ الإلكترونية عرضة لتقلبات الأسعار ومخاطر انهيار المنصات.

