كينيا ( بوابة إفريقيا) 29 ديسمبر 2025 مع اقتراب عام 2025 من نهايته، يتحرك المستثمرون في بيئة مالية تتسم بتباين واضح في أداء الأصول. فقد حققت أسواق الأسهم مكاسب مدفوعة بتفاؤل حيال خفضٍ محتمل لأسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، في حين جاء أداء بيتكوين أضعف مقارنة ببقية الأصول، بينما قفزت المعادن النفيسة، وفي مقدمتها الذهب والفضة، إلى مستويات قياسية وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي.
ويرى اقتصاديون أن قائمة الأصول الرابحة هذا العام تعكس تحولًا ملحوظًا نحو الأصول الدفاعية والحقيقية، حتى مع استمرار تسجيل الأسهم نقاط قوة في عدد من الأسواق العالمية. وأنهت الأسهم العالمية العام على أداء إيجابي، مدفوعة بتوقعات بأن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة في عام 2026.
في آسيا، صعدت الأسواق إلى أعلى مستوياتها في ستة أسابيع، حيث سجلت مؤشرات بارزة مثل كوسبي في كوريا الجنوبية ونيكاي في اليابان مكاسب سنوية قوية. كما افتتحت الأسواق الأوروبية تداولات نهاية العام على ارتفاع، في حين تقدم مؤشر آسيا والمحيط الهادئ بدعم من تحسن معنويات المستثمرين.
وقالت كبيرة استراتيجيي الاستثمار في ساكسو، شارو تشانانا، إن توقعات خفض الفائدة وضعف الدولار الأميركي قدما دعمًا للأصول عالية المخاطر والسلع، مشيرة إلى أن المعادن النفيسة كانت من أكثر المستفيدين من هذه العوامل الكلية.
وعلى صعيد الولايات المتحدة، أظهرت مؤشرات رئيسية مثل ستاندرد آند بورز 500 وناسداك قدرًا من المرونة طوال العام، رغم فترات التقلب المرتبطة ببيانات التضخم والنمو.
وفي إفريقيا، جاء الأداء متباينًا لكنه إيجابي في المجمل، إذ سجلت أسواق مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا مكاسب سنوية لافتة، بينما شهدت بورصة نيروبي تحركات نشطة في عدد من الأسهم القيادية. وأسهم اهتمام المستثمرين الأفراد بالأسهم المحلية، خاصة في قطاعات السلع الاستهلاكية والبنوك، في دعم أحجام التداول، رغم استمرار محدودية مشاركة المستثمرين الأجانب.
وعلى عكس مسار الأسهم والمعادن، قدمت سوق العملات المشفرة صورة مختلفة. فقد تأخر أداء بيتكوين خلال عام 2025 مقارنة بفئات الأصول الرئيسية، مسجلًا مكاسب محدودة وفترات تراجع قياسًا بالارتفاعات القوية التي شهدها الذهب والفضة. ويرى محللون أن العائد السنوي لبيتكوين جاء دون الزخم الذي حققته المعادن النفيسة، رغم تسجيله ارتفاعات متقطعة.
وتشير تحليلات السوق إلى تباعد متزايد بين بيتكوين والملاذات التقليدية، حيث استحوذت المعادن النفيسة على جزء كبير من التدفقات التي كانت تُوجَّه عادة إلى الأصول الرقمية ذات الطابع الدفاعي. وقد برزت الفضة بشكل خاص، مستفيدة من الطلب التحوطي القوي إلى جانب الاستخدامات الصناعية، ما عزز مكانتها مقارنة بالأصول الرقمية.
وقد تصدرت المعادن النفيسة قائمة الأصول الأفضل أداءً في 2025، إذ حقق الذهب مكاسب غير مسبوقة منذ عقود، متجاوزًا مستويات تاريخية مع تصاعد المخاوف الجيوسياسية وضبابية التوقعات الاقتصادية. أما الفضة، فكان أداؤها أكثر لفتًا للانتباه، إذ ارتفعت أسعارها إلى مستويات قياسية جديدة مع اقتراب نهاية العام.
ويرى محللون أن موجة صعود المعادن، المدفوعة بتوقعات تيسير السياسة النقدية وضعف الدولار، أعادت رسم أولويات توزيع الأصول داخل المحافظ الاستثمارية، مع ملاحظة تحولات في نسب تقييم تقليدية مثل نسبة بيتكوين إلى الذهب، بما يعكس تراجع شهية المستثمرين للأصول الرقمية كملاذات للقيمة مقابل الأصول المادية.
وفي المجمل، أظهرت أسواق 2025 تحولًا تدريجيًا بعيدًا عن الأصول شديدة المخاطر في فترات عدم اليقين، مع تفضيل أسهم ذات طابع دفاعي، ثم زيادة الانكشاف على المعادن النفيسة مع استمرار الضغوط الكلية.
ويجمع استراتيجيون ماليون على أن المحافظ المتوازنة، التي تمزج بين الأسهم والمعادن كأدوات تحوط، إلى جانب انكشاف محسوب على أصول النمو مثل بيتكوين، قد تكون الأفضل استعدادًا للتعامل مع التقلبات في المرحلة المقبلة، في ظل ترقب السياسات النقدية والتطورات الجيوسياسية.

