ترجمة وتلخيص بوابة إفريقيا-31 ديسمبر 2025
يذهب مقال نشرتهTRT World إلى أن اعتراف إسرائيل بصوماليلاند لا يمكن فهمه بوصفه خطوة دبلوماسية منفصلة أو طارئة، بل باعتباره امتدادًا لنمط تاريخي طويل من التفكير الصهيوني القائم على البحث عن أراضٍ بديلة وإعادة تشكيل الخرائط الديموغرافية، خصوصًا في اللحظات التي كان فيها المشروع الصهيوني في فلسطين يواجه صعوبات أو قيودًا سياسية.
ففي خطوة أثارت إدانة دولية واسعة، أصبحت إسرائيل أول دولة تعلن اعترافها الرسمي بصوماليلاند كدولة مستقلة ذات سيادة، رغم أن الإقليم انفصل من جانب واحد عن الصومال عام 1991 دون أن يحظى بأي اعتراف من الأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي. وتؤكد الحكومة الصومالية، مدعومة بالإجماع الإفريقي، أن صوماليلاند جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة الصومالية.
المقال يشير إلى أن هذا الاعتراف فاقم مخاوف قائمة أصلًا، تتعلق بإمكانية استخدام صوماليلاند كوجهة محتملة لترحيل الفلسطينيين قسرًا من غزة، في ظل الحرب المستمرة هناك. لكن الأخطر، بحسب التحليل، هو أن الخطوة أعادت إحياء نقاش قديم حول مدى اتساع الطموحات الصهيونية جغرافيًا، وما إذا كانت تتجاوز حدود فلسطين التاريخية.
في الصومال، لم يُنظر إلى الاعتراف الإسرائيلي باعتباره مجرد قرار سياسي خارجي. فقد اندلعت احتجاجات في مقديشو ومدن أخرى، رفع خلالها المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتفوا للوحدة الوطنية، تعبيرًا عن رفضهم لما اعتبروه مساسًا بالسيادة الصومالية وتهديدًا لهوية المنطقة. ويعكس ذلك، وفق المقال، قناعة شعبية بأن إسرائيل تتحرك ضمن سياق تاريخي أوسع من «الاستيلاء على الأرض» و«الهندسة الديموغرافية».
ويستند المقال إلى وثائق تاريخية تعود إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، تُظهر أن فكرة التوسع الصهيوني خارج فلسطين كانت مطروحة بالفعل في مراحل مبكرة. ومن بين هذه الوثائق مقترح نُسب إلى ما عُرف بـ«مجلس هرر»، يدعو إلى توطين يهود أوروبا في إقليم هرر بإثيوبيا، مع الاستفادة من موانئ صوماليلاند البريطانية آنذاك كمنفذ بحري استراتيجي.
وتبرز وثيقة تعود إلى عام 1942 كتبها الناشط اليهودي هيرمان فورنبرغ، دعا فيها صراحة إلى دمج إقليم هرر مع جزء من صوماليلاند البريطانية لإنشاء دولة لليهود الأوروبيين، معتبرًا أن السكان المحليين «لن يشكلوا عقبة كبيرة». كما شدد على حق كل يهودي في الهجرة إلى هذا الكيان المقترح، سواء اختار ذلك أم فُرض عليه.
ورغم أن هذه الطروحات بقيت على هامش المشروع الصهيوني الرسمي، فإن المقال يرى أنها تكشف ذهنية استعمارية استيطانية مبكرة، تقوم على تغيير الواقع السكاني عبر الهجرة المنظمة وفرض الهيمنة على المجتمعات المحلية، وهي ذهنية يرى كثيرون أنها لا تزال حاضرة بأشكال مختلفة حتى اليوم.







