الصومال (بوابة إفريقيا) 8 ديسمبر 2025 –نعت الأوساط السياسية والثقافية في الصومال رحيل الحاج علي محمد هرابي “هَغَرَّي” الذي وافته المنية في كندا عن عمر ناهز 107 أعوام، ليكون بذلك آخر عضو على قيد الحياة من برلمان الاستقلال عام 1960، وأحد أبرز رجالات الجيل المؤسس للدولة الصومالية الحديثة.
وُلد هَغَرَّي عام 1918 في منطقة “عدله”، حيث تلقى تعليمه الأولي في كتاتيب القرآن الكريم قبل أن يتجه إلى مهنة التعليم. وقد تأثر منذ شبابه بأفكار معلمه الشيخ الشاعر “أحمد غَبْيو”، أحد أعلام الحركة الوطنية الدينية المناهضة للاستعمار، وهو تأثيرٌ سيلازمه طوال مسيرته العامة.
انتقل هَغَرَّي إلى مقديشو في أربعينيات القرن الماضي لمتابعة دراسته، قبل أن ينضم عام 1943 إلى حزب الشباب الصومالي (SYL)، الذي لعب الدور الأبرز في قيادة النضال نحو الاستقلال. وفي عام 1950 أصبح موظفاً في أول هيئة تشريعية داخلية بجنوب البلاد، في مرحلة كانت الإدارة الانتقالية الإيطالية تعمل على إشراك الصوماليين تدريجياً في إدارة شؤونهم السياسية.
ومع اقتراب لحظة الاستقلال، تم انتخابه عام 1960 عضواً في أول برلمان وطني بعد توسيع مقاعده، ليكون بذلك من بين الجيل الذي أشرف على إعلان الوحدة بين شطري البلاد — الشمال الذي كانت تحتله بريطانيا والجنوب الذي كان تحت الوصاية الإيطالية — وتأسيس الجمهورية. وبعد الاستقلال، تولّى هَغَرَّي منصب وزير الإعلام والسياحة، وهو أول من شغل هذه الحقيبة بين عامي 1960 و1964. وقد عُرف خلالها بدوره في تطوير جهاز الإعلام الرسمي، وإيفاد بعثات تدريبية إلى الخارج، ورفع كفاءة الكوادر الوطنية في مرحلة كانت مؤسسات الدولة تُبنى من الصفر.

